سورة الرعد - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


قوله تعالى: {أولم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} فيه خمسة أقوال:
أحدها: أنه ما يفتح الله على نبيه من الأرض، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال الحسن، والضحاك. قال مقاتل: {أولم يروا} يعني: كفار مكة {أنا نأتي الأرض} يعني: أرض مكة {ننقصها من أطرافها} يعني: ما حولها.
والثاني: أنها القرية تخرب حتى تبقى الأبيات في ناحيتها، رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال عكرمة.
والثالث: أنه نقص أهلها وبركتها، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. وقال الشعبي: نقص الأنفس والثمرات.
والرابع: أنه ذهاب فقهائها وخيار أهلها، رواه عطاء عن ابن عباس.
والخامس: أنه موت أهلها، قاله مجاهد، وعطاء، وقتادة.
قوله تعالى: {والله يحكم لا معقِّب لحكمه} قال ابن قتيبة: لا يتعقَّبه أحد بتغيير ولا نقص. وقد شرحنا معنى سرعة الحساب في سورة [البقرة: 202].


قوله تعالى: {وقد مكر الذين من قبلهم} يعني: كفار الأمم الخالية، مكروا بأنبيائهم يقصدون قتلهم، كما مكرت قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه. {فلله المكر جميعاً} يعني: أن مَكر الماكرين مخلوق له، ولا يضرُّ إِلا بإرادته؛ وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتسكين له. {يعلم ماتكسب كل نفس} من خير وشر، ولا يقع ضرر إِلا بإذنه. {وسيعلم الكافر} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: {وسيعلم الكافر}. قال ابن عباس: يعني: أبا جهل. وقال الزجاج: الكافر هاهنا: اسم جنس. وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: {الكفار} على الجمع.
قوله تعالى: {لمن عقبى الدار} أي: لمن الجنة آخر الأمر.


قوله تعالى: {ويقول الذين كفروا} فيهم قولان:
أحدهما: أنهم اليهود والنصارى. والثاني: كفار قريش. {قل كفى بالله شهيداً} أي: شاهداً {بيني وبينكم} بما أظهرَ من الآيات، وأبان من الدلالات على نبوَّتي.
قوله تعالى: {ومن عنده علم الكتاب} فيه سبعة أقوال:
أحدها: أنهم علماء اليهود والنصارى، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثاني: أنه عبد الله بن سلام، قاله الحسن، ومجاهد، وعِكرمة، وابن زيد، وابن السائب، ومُقاتل.
والثالث: أنهم قوم من أهل الكتاب كانوا يشهدون بالحق، منهم عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وتميم الداريّ، قاله قتادة.
والرابع: أنه جبريل عليه السلام، قاله سعيد بن جُبير.
والخامس: أنه علي بن أبي طالب، قاله ابن الحنفية.
والسادس: أنه بنيامين، قاله شمر.
والسابع: أنه الله تعالى، روي عن الحسن، ومجاهد، واختاره الزجاج واحتجَّ له بقراءة من قرأ: {ومِنْ عِندِه عُلِمَ الكتابُ} وهي قراءة ابن السّميفع، وابن أبي عبلة، ومجاهد، وأبي حيوة. ورواية ابن أبي سريج عن الكسائي: {ومِنْ} بكسر الميم {عِندِه} بكسر الدال {عُلِمَ} بضم الميم وكسر اللام وفتح الميم {الكتابُ} بالرفع. وقرأ الحسن {ومِنْ} بكسر الميم {عندِه} بكسر الدال {عِلْمُ} بكسر العين وضمِّ الميم {الكتابِ} مضاف، كأنه قال: أُنزل من عِلم الله عز وجل.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11